نبذة تاريخية عن العلاقة بين الاتراك و العرب
على مدى قرون عاش الأتراك والعرب في انسجام ووئام في كنف الدولة العثمانية إلى ما قبل قرن من الزمان، صحيح أن بينهما فروقات واختلافات شكلية في العادات ونمط الحياة والتقاليد، ولكن ما يجمعهم جوهرياً هو أكثر مما يفرقهم شكلياً، وكانت هذه الاختلافات فيما بينهم تشكل نقاط قوة وإثراء ومفتاحاً لتعدد الخيارات.
كان العرب يشكلون الإطار المرجعي والديني للأتراك، وكان الأتراك يشكلون عمقاً استراتيجياً للعرب وأقرب جيرانهم إليهم، وهكذا يفترض أن تظل العلاقات بين الشعوب. ولكن منذ أن حلّت المؤامرة على الدولة العثمانية لتفكيكها وإسقاطها واتباع سياسة فرّق تسُد بين شعوبها، عملت الجهات المستفيدة من إسقاط الدولة العثمانية على إشعال الفرقة وتأجيج العنصرية بين العرب والأتراك وبنت جدار عزل فكري بينهم، وظلت شيطنة العرب والأتراك بعضهم لبعض مستمرة من قبل الأنظمة الوليدة عن سايكس بيكو وأذرعها الإعلامية والتعليمية في البلدان العربية والنظام العلماني في الأناضول، الوليد عن اتفاقية فرساي وأذرعه الإعلامية والتعليمية.
لقد تمت شيطنة العرب على مدى عقود متتالية في تركيا أنهم من خانوا الدولة العثمانية وكانوا سبب هدمها، وكذلك الحال على مدى عقود متوالية تمت شيطنة الأتراك أنهم كانوا يهينون العرب وارتكبوا بحقهم أبشع المجازر، ولذلك على مدى أجيال بُني جدار من العزلة والانغلاق والانكفاء والتوجس بين العرب والأتراك، فتوجهت تركيا نحو أوروبا.
بدأت الجالية العربية تتركز وتزداد عدداً في تركيا منذ العام 2011 لأسباب عديدة، منها ازدهار الاقتصاد التركي، وانفتاح تركيا كما ذُكر آنفاً، وأيضاً لأسباب جيوسياسية تعصف بالبلدان العربية. وطوال هذه السنوات عاش الجميع في وئام وانسجام تامين، ولكن بدءأً من سنة 2023 بدأت تتزايد العنصرية تجاههم، فلماذا الآن، وليس قبل سنوات؟
5 اسباب رئيسية لعنصرية الاتراك
أولاً: الغضب العارم من قبل بعض العلمانيين بعد خسارتهم في الانتخابات الأخيرة، حيث بدأوا يفقدون الأمل ويرون أن سبب فوز حزب أردوغان هو منحه أصوات العرب الذين حصلوا على الجنسية التركية، وأن العرب باندماجهم في المجتمع التركي يقللون نسبة العلمانيين ويحرموهم من إعادة إحياء مشاريعهم والوصول إلى السلطة مجدداً في تركيا.
ثانياً: الارتباط الروحي للأتراك بالدين الإسلامي وهذا أيضاً من أهم الأسباب، فبعض العلمانيين في تركيا يتربون منذ نعومة أظفارهم في طفولتهم على كراهية الدين الإسلامي والمسلمين، مع أنهم أساساً مسلمونيعني ذلك أن مشكلتهم مع المسلمين الذي يطبقون شروط الدين فقط، لأنهم عائق أمام مشروعهم، وبتواجد العرب والأتراك المتدينين تزداد شوكة الدين الإسلامي ويواجه مشروعهم خطر الفناء.
ثالثاً: الاقتصاد عامل أساسي للمصالح المشتركة والاستقرار والتعايش بين الشعوب، ومع هبوط قيمة الليرة التركية والظروف الاقتصادية والسياسية العالمية، حدث تضخم اقتصادي عالٍ، وارتفاع للأسعار في كل مناحي الحياة؛ حيث إن الاقتصاد أيضاً يخضع للعرض والطلب، فإنه ومع وجود جاليات عربية في إسطنبول زادت أسعار إيجار البيوت، وزاد بهذا العبء على المواطن التركي.
رابعاً: الجانب التعليمي، فالمؤسسة التعليمية ليست مستقلة في تركيا. فتاريخنا كتبته أيدي الناس الذين دعمهم عدونا وسلمهم رقابنا، وسيطروا على إرث الدولة العثمانية، وسلخوا تركيا عن محيطها وعمقها الاستراتيجي الأصيل، وفي المدارس لا يزال التلاميذ يتعلمون دائماً في الكتب المدرسية أن العرب خانوا الدولة العثمانية.
خامساً: اختلاف بعض العادات والتقاليد بين العرب والأتراك.على سبيل المثال، أن أغلب العائلات العربية تتكون من عدد كبير من الأطفال، كما أن حياتهم الاجتماعية أكثر نشاطاً، فتجد أن لديهم جلسات طويلة وسهرات ولقاءات كثيرة، في حين أن حياة الأتراك في إسطنبول مبنية على نظام العمل وساعاته. وعندما بدأ العرب والأتراك يعيشون جنباً إلى جنب وأصبحوا جيران في السكن، برزت بعض الاختلافات، فبعض العرب لا ينامون مبكراً ويسهرون في لقاءات اجتماعية، وبسبب عائلاتهم الكبيرة وتحدثهم بأصوات عالية فهم يسببون إزعاجاً لجيرانهم الأتراك الذين ينامون باكراً لكي يستيقظوا باكراً للالتحاق بأعمالهم وبهذا يواجه الأتراك صعوبة في النوم والراحة في منازلهم.
المصدر: عرب بوست
خامساً: اختلاف بعض العادات والتقاليد بين العرب والأتراك.على سبيل المثال، أن أغلب العائلات العربية تتكون من عدد كبير من الأطفال، كما أن حياتهم الاجتماعية أكثر نشاطاً، فتجد أن لديهم جلسات طويلة وسهرات ولقاءات كثيرة، في حين أن حياة الأتراك في إسطنبول مبنية على نظام العمل وساعاته. وعندما بدأ العرب والأتراك يعيشون جنباً إلى جنب وأصبحوا جيران في السكن، برزت بعض الاختلافات، فبعض العرب لا ينامون مبكراً ويسهرون في لقاءات اجتماعية، وبسبب عائلاتهم الكبيرة وتحدثهم بأصوات عالية فهم يسببون إزعاجاً لجيرانهم الأتراك الذين ينامون باكراً لكي يستيقظوا باكراً للالتحاق بأعمالهم وبهذا يواجه الأتراك صعوبة في النوم والراحة في منازلهم.
المصدر: عرب بوست
المقاطعة هي الحل
بعد تكرر الحوادث العنصرية اتجاه العرب بشكل خاص و المسلمين بشكل عام نلاحظ ان ردود فعل الحكومة التركية متهاون مع العنصريين والقانون التركي لايحاسبهم بشكل رادع، وهذا كما اسلفنا سابقا بسبب العلمانية و القائمين على تطبيقها.
لذلك نرى ان مقاطعة السياحة و اقامة العرب في تركيا هي الحل الامثل حيث سوف تسبب المقاطعة في خسارة مليارات الدولارات، وعندها تكون الحكومة التركية في مأزق حقيقي وتعي انها يجب ان تتخذ تدابير رادعة ضد العنصريين، وتجد حلولا حقيقية لانهاء العنصرية.
وكالة خبر
اذا اعجبك الموضوع اضف تعليق